هل سبق وسمعت بفن الخطابة والالقاءما هو هذا الفن وما هي أنواعه وهل هناك أ
همية لهذا الفن.
كيف عرّف أرسطو فن الخطابة والإلقاء؟
يُعد فن الخطابة والإلقاء من أشهر الفنون النثريّة في الأدب العربي، إذ عُرف هذا الفن
منذ العصر الجاهلي، وازدهر في بداية عصر صدر الإسلام، والخطابة هي:
توجيه الكلام لمجموعة من الجمهور من أجل الإفهام، وهو فن ذات صبغة شفاهيّة، أي أنه
يعتمد على وقوف الخطيب بين مجموعة من الناس والقيام بالخُطبة بهم، والذي يُسمى بشكل آخر
بالإلقاء لهم،كما عرّف الأدباء فن الخطابة
بأنّه هو إلقاء الكلام المنثور سجعًا كان أو مرسلًا، من أجل استمالة المستمعين والمخاطبين إلى
رأي ما، أو ترغيبهم بشيء يدعو له الخطيب، أما أرسطو فقد عرّف فن الخطابة بأنّها
قوة تتكلف الإقناع في واحد من الأشياء المفردة.
أنواع فن الخطابة والإلقاء
كيف تتنوع الخُطب تبعًا لتنوع أهدافها وغرضها؟
يتوزع فن الخطابة والإلقاء لمجموعة من الأنواع المختلفة، وهي أنواع تعتمد في حقيقتها على موضوع
الخطبة وهدفها، ومن ضمن هذه الأنواع هي:
خطب المناسبات:وهي الخطب التي تُقام من أجل بناء العلاقات في مختلف الاحتفالات والمناسبات الاجتماعيّة، كالترحيب، والتهنئة،
والتكريم، والافتتاح،
والنعي، ويتفرد هذا النوع من الخطب بأنه قصير ومختصر، إذ يُلقي الخطيب مادته الخطابيّة ويسعى
من خلالها تطوير العلاقات الاجتماعيّة وتحسينها.
الخطب الدينية:وهي الخطب التي يقتصر غرضها بالحديث عن موضوع ديني، يسعى الخطيب من خلالها إلى الوعظ
والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر،ومن أنواع هذه الخطب هي: خطب الجمعة والعيد، والخطب التي تُلقى في ذكرى المولد النبوي،
وذكرة الهجرة النبوية.
خطب إعطاء المعلومات:وهي بمثابة الخُطب الثقافيّة، التي تهدف إلى مجموعة من الأمور كالشرح والإيضاح والوصف والتعليم، ويكمن
الهدف من هذا
النوع هو إرسال المعلومات للمستمعين بحيث يمكنهم الاستفادة منها،وهذا النوع من الخُطب هو نوع عام،
بإمكانه أن يشمل مختلف الموضوعات لمختلف لفئات.
خطب الإقناع:وهي الخُطب التي يُقصد بها التأثير على الأفكار والاتجاهات والسوكيات لتغييرها، ويتم تحقيق هذا النوع
من الخطب من خلال طرق مختلفة
يستخدمها الأديب في فن إلقائه،وهذه الطرق هي كسب ثقة الناس واستخدام المنطق والتأثير العاطفي، وتهدف
خطب الإقناع إلى كسب التأييد وتجاوز الاعتراضات، وإلى اقتراح الآراء من أجل حل مختلف المشكلات.
مهارات فن الخطابة والإلقاء
كيف يُمكن للخطيب أن يحقق هدف خُطبته وغرضها؟
يُعد فن الخطابة والإلقاء من الفنون النثريّة التي تتوجب مهارات خاصة، وهي مهارات تُساهم في
تحقيق غرض الخُطبة ونجاحها، ووصولها إلى أعلى درجات التأثير والإقناع، ومن أهم هذه المهارات هي:
المهارة اللغوية والعِلم:وهي أن يمتلك الخطيب مجموعة واسعة من المفردات التي تساعده في التعبير عن المعنى بأبدع
الكلمات،إضافة إلى اتصاف الخطيب
بحُسن المعرفة والعِلم، فذلك يُساعده بالإحاطة بموضوع العِلم بشكل أدق، فلا تجعله متناقضًا بآرائه وأقواله.
مهارة الإعداد الجيد:وهي أن يتصف الخطيب بقدرته على تحضير الخطبة وتحديد موضوعها، فيختار الموضوع الذي يهم المستمعين
فيشد انتباههم،وهو
موضوع له هدف محدد وواضح، فتحديد هدف الموضوع يسهم في صقل الخطبة وتقوية حضورها بين
الجمهور وتأثيرها بهم.
مهارة قوة الشخصية والثقة بالنفس:وهي أن يتسم الخطيب بالثقة بنفسه وإيمانه بما يقول، فالخطيب الواثق بنفسه هو أسرع وصولًا
إلى قلوب المستمعين
والتأثير بهم،وذلك يعود إلى قوة شخصيته الثابتة التي أسهمت في تحقيق أفضل النتائج له، كما
ينبغي على الخطيب أن يتصف بالصدق فتلك من أهم الصفات
التي تُميزه وتُكسبه ثقة المستمعين، وذلك من أجل الوثوق من صدق الحديث وأمانة النقل.
مهارة الاستماع الجيد:وهي أن يتصف الخطيب بحُسن تلقيه لآراء المستمعين، فيسمع لنقدهم ولمديحهم، وتلك المهارة تسهم في
إكسابه
ثقتهم،وفي المقابل لا بُدّ أن يُراعي الخطيب حال السامعين، فيختار الموضوع واللفظ المناسب للفئة المُخاطبة
من الناس.
التأثير في الجمهور من خلال فن الخطابة والإلقاء
كيف يُمكن ترسيخ أهداف الخطبة في أذهان الجمهور؟
يعتمد فن الخطابة والإلقاء على مجموعة من الخطوات التي تساعد في التأثير في الجمهور، وكسب
ثقتهم وإقناعهم، ومن أبرز هذه الخطوات هي:
– أن يركز الخطيب على المفردات التي تقوي خُطبته، فيُشدد على الكلمات المهمة ويخفض من
الكلمات غير المهمة، إضافة إلى توظيف المحسنات البديعية واللفظية.
– أن يُغير الخطيب من طبقات صوته فتتراوح بين الأعلى والأسفل فالعكس، فتبقى متموجة كموج
البحر، إذ ترتفع وتنخفض، وذلك يسهم بالتأثير في المستمع وجلب اهتمامه.
– أن يتوقف الخطيب بعد عرض فكرة مهمة، وقبل البدء بعرض فكرة مهمة أخرى، فذلك
التوقف يسهم بترسيخ الفكرة في أذهان المستمعين.
– أن يكون أسلوب الخطيب متميزًا عن غيره ومتفرّدًا به، فالأسلوب الجيد أهم من الكلمات
في الإلقاء، وذلك يؤكد أهمية الشخصية ومدى نجاحها في التأثير بالجمهور.
أهمية فن الخطابة والإلقاء
ما السبب وراء أهمية فن الخطابة؟
يكمن في فن الخطابة والإلقاء مجموعة من الفوائد التي تُسهم في تطوير المجتمع، والسلوك الإنساني
ككل، وتتقسم تلك الأهمية إلى:
– الدعوة إلى العادات الخيّرة:وهي الحث على الأعمال الحسنة والجيدة التي تعود بالمنفعة على المستمعين، وتُسهم في تحسين سلوكهم
ومشاركاتهم.
– التنفير من العادات السيّئة:وهي النهي عن المنكر والتنفير من مختلف أنواع الأعمال السيئة والتي تعود بالسلبيّة على الفرد
والمجتمع.
– إثارة حماس:وهي تشجيع الناس نحو قضيّة معينة من خلال إقناعهم بها وجلب اهتمامهم من أجلها.
– تحقيق الفرص:وهي توفير مختلف الفرص للاتصال المباشر مع الناس، وبناء العلاقات الاجتماعيّة، ولا سيما مع أصحاب
النفوذ.
– إتقان مهارة جديدة:وهي توفير الفرص الجيدة والقويّة التي تُساهم من إتقان مهارة جديدة تسهم في زيادة فرص
النجاح في الحياة، وتلك المهارة تحتاج لها جميع المهن في المجتمع.
كتب عن فن الخطابة والإلقاء
ما هي أبرز الكتب التي اهتمت بدراسة فن الخطابة والإلقاء؟
يُعد فن الخطابة والإلقاء من الفنون التي نالت اهتمام مجموعة من الأدباء، وذلك لِما يوفره
هذا الفن من خدمة واضحة للفرد الواحد والمجتمع،ومن أبرز الكتب التي اختصت بفن الخطابة واللقاء
هي:
فن الخطابة لديل كارنيجي:من الكُتب التي ركزت على فن الخطابة، إذ انقسم الكتاب لأكثر من موضوع، ركّزت هذه
المواضيع على كيفية تعلم فن
الخطابة، وكسب الثقة بالنفس، وكيفية التأثير بالناس، كما يشتمل الكتاب على الكثير من الحِكم التي
ساعدت الباحثين والطلاب في هذا المجال.
فنون النثر العربي القديم:هذا الكتاب لمجموعة من المؤلفين، ركّزوا على الفنون النثريّة ومن ضمنها الخطابة، فعرض الكتاب لتاريخ
فن الخطابة والإلقاء،
والمراحل التي مر بها هذا الفن عبر العصور حتى تطور إلى العصر الحديث، كما عرض
الكتاب مجموعة من النماذج الخطابيّة المختلفة.
فن الخطابة وإعداد الخطيب لعلي محفوظ:هو من الكتب التي ركّز مؤلفها حول مفهوم الخطابة ومبادئها وأنواعها، كما عرض الكتاب حول
التعاريف المختلفة
للخطابة،خاصة تلك التعاريف التي أشار إليها الفلاسفة في عِلم الفلسفة، فكان الكتاب من المناهج التعليمية
المهمة لمختلف الطلاب المتخصصين في الوعظ والإرشاد والأدب.